يصادف اليوم، 20 كانون الثاني، الذكرى السنوية الثالثة لبدء هجمات تركيا على مقاطعة عفرين، التي تسببت بتهجير أهلها، وممارسة أبشع الجرائم بحقهم من قبل مرتزقة الاحتلال، وسط مقاومة أبداها أهالي عفرين (مقاومة العصر).
أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم، بيانًا إلى الرأي العام، نوهت فيه إلى أن تركيا تكرس سياستها ضد السوريين وتحاول تمرير أجنداتها على حساب مستقبلهم.
وأكدت أن "تحرير عفرين ومناطقنا المحتلة من أولوياتنا واستراتيجياتنا التي لن نعدل عنها على الإطلاق، وسنعمل على أن نحقق هذا الهدف معًا بدعم شعبنا وصموده وإصراره على النصر".
وجاء في البيان:
"بانتهاكات صارخة للمعايير الأخلاقية والقانونية وبإصرار على تبني نهج وفكر الإرهاب وتأصيله تدخل عفرين عامها الثالث وهي محتلة من قوى إرهابية مرتزقة مدعومة من تركيا وبقيادة منها، وهي التي تكرس سياساتها ضد السوريين عامة، وتحاول أن تمرر أجنداتها على حساب السوريين ومستقبلهم.
إن احتلال عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، إضافة إلى توسيع النفوذ يأتي هذا الاحتلال كرسالة واضحة، تبين مساعي تركيا في الوقوف ضد المشروع الديمقراطي الذي يقوده شعبنا في شمال وشرق سوريا، والذي يعتبر منصة مهمة وأرضية خصبة لولادة الحل السوري العام.
الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية المستمرة ضد المناطق المحتلة المذكورة، وتغيير هويتها التاريخية والثقافية والمجتمعية، ودوام المحتل التركي بالسياسة ذاتها في عموم المناطق التي يحتلها عائق كبير للاستقرار والحل في سوريا، ويتعارض بكل المقاييس مع الاستقرار والحل والتوافق في سوريا.
وفي الوقت الذي تستذكر فيه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مقاومة عفرين والشهداء الذين ضحوا وقاوموا ضد تركيا ومرتزقتها 58 يومًا بكل إصرار، المقاومة التي تمت إضافتها إلى سجلات المقاومة التاريخية في العصر الحديث لشعبنا، فإننا نؤكد أن دوام المحتل التركي في عفرين هو خطر على كل سوريا دون تمييز، ونطالب بأن تكون كل المواقف السورية واضحة في هذا الاتجاه، ومن الضرورة بمكان أن تعمل كل القوى الوطنية الحريصة على سوريا ومستقبلها الديمقراطي على توحيد الجهود ضد تركيا ومرتزقتها وممارساتهم ضد شعبنا وأرضه.
كما ندعو كل المؤسسات الأممية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى اتخاذ مواقف فاعلة حيال ما تتعرض له عفرين وباقي المناطق المحتلة من سياسات، مما يضع كافة المعايير الأممية في اختبار حقيقي أمام ما تفعله تركيا.
إن الصمت الذي رافق احتلال عفرين أطلق يد تركيا في سوريا والمنطقة والعالم برمته، وها هي كل المناطق التي تطالها يد تركيا تتحول لبؤر صراع وفوضى.
وفي الوقت نفسه، نندد بكل الصفقات التي تعقدها بعض الأطراف مع تركيا على حساب السوريين ونحذر من مخاطر ذلك، وقد تجلت آثار هذه الصفقات واضحة في ممارسات تركيا ضد السوريين بعد احتلال عفرين، وأي مساومة أو تكرار لما حصل في عفرين سيكون موضع خطر على الجميع، ولن تكون لمصلحة أحد، بما فيها تلك الجهات المتواطئة مع تركيا لأن أي مراهن على تركيا سيكون الخاسر الأول.
في الختام نتوجه بتحياتنا إلى شعبنا المُهجّر قسرًا من عفرين ومناطقها، ونثمّن مواقفه الصامدة المستوحاة من المقاومة التاريخية التي أبداها ضد الطغاة والمحتلين، ونؤكد أنه بدون تحرير عفرين لن يكون هناك اي استقرار أو حلّ في سوريا، ولن يكتمل نجاح مشروعنا الديمقراطي.
وسيكون تحرير عفرين ومناطقنا المحتلة من أولوياتنا واستراتيجياتنا التي لن نعدل عنها على الإطلاق، وسنعمل على أن نحقق هذا الهدف معًا بدعم شعبنا وصموده وإصراره على النصر.
إن ميراث عفرين وعموم مناطقنا من المقاومة هو الطريق إلى النصر المؤكد، وسنواصل السير على هذا الدرب بكل إمكاناتنا وطاقاتنا".